الأربعاء، 24 ديسمبر 2008

عودة الطوفان

عودةُ الطُّوفان

أَتى الطُّوفانُ يا نوحُ
فهلْ نبَّهتَ أَتباعَكْ ؟
و هل أَنذرتَ أَعداءَكْ ؟
عُبابُ الماءِ سوفَ يكون أَعلى مِنْ
ذُرا الجودِيَّ ... و الأُوراسْ
أَتى الطّوفانْ
و إنْ لم تقتنعْ فارجعْ لحاسوبِكْ
و راجعْ موقعَ الطُّغيانْ
ألَمْ تعلمْ بِأَنَّ المؤمِنينَ بِكُمْ
قَدِ انْقَرَضوا ؟
وعاد النّاسُ للتَّسبيحِ و التَّهليلِ للأَوثانْ
وَ يَسْتَجْدونَ من أَصنامِهِمْ شيئاً مِنَ الإِحسانْ
وخذْ ما شئتَ من أمثالْ :
" يغوثٌ " ... تاجرٌ للنِّفطِ مِنْ تِكساسْ
" يعوقٌ " ... نائِبٌ ليغوثَ ، صِلٌّ حاقِدٌ خَنَّاسْ
" وَ نَسْرٌ " ... سَيْفُ أَربابٍ تُحَزُّ بِهِ رِقابُ النّاسْ
فهل صدَّقتَ يا نوحُ ؟
و إن لم تقتنع فارجع لحاسوبك
و راجع موقع الإِفْرَنْجِ و الرُّومانْ
لتعرِفَ حالَ أَحفادِكْ
فقدْ ضلّوا ....
أضاعوا دَفَّةَ الرُّبّانْ
وراحَ السّوسُ ينخَرُهُمْ
كما نَخِرَتْ مَراكِبُهُمْ
وَ قادَتُهُمْ
تَفشَّى فيهِمُ السَّرطانُ
و الزُّهَرِيُّ و السَّيَلانْ
فضائِحُهُمْ تردِّدُها فَتاةُ الحانِ للنُّدمانْ
و حدِّثْ عن مخازيهمْ بلا حَرَجٍ
و إن لم تقتنعْ فارجعْ لحاسوبِكْ
و راجعْ موقعَ الأَعرابْ
* * *
لتَعْذُرْني أَبي الثّاني !
إذا لم أَذكُرِ الألقابْ
فقدْ صارت مناديلاً
عليها بالَ كلبُ يغوثَ في الحَمّامْ
فهل صدّقتَ أَنَّ أَميرَ أَحفادِكْ
أَجازَ عِبادَةَ الأَصنامْ ؟
و أعلَنَها أَمامَ وسائل الإعلامْ
و سَبَّحَ في صباحِ العيدِ في اسْتِرْحامْ :
( يغوثَ الخيرِ...سامِحْنا
يعوقَ النُّورِ ... ساعِدْنا
و يا نَسْرَ الحُروبِ احْشِدْ و خَلِّصْنا
و خذْ ما شِئتَ للقُربانْ
كنوزُ بلادِنا ساغَت لَكُمْ لُقْمَهْ
و كلُّ نسائِنا و بناتِنا أَقنانْ
تسبِّحُ …تَشْكُرُ النِّعْمَهْ )
* * *
و عفواً ، ألفُ مَعذرةٍ ، أَبي الثّاني
إذا ما دارَ في خَلَدِكْ
بأَنِّي ما جِنٌ … سَكرانْ
أَنا لَمْ أَشْرَب الخَمرَهْ
لَعمري لم أُعاقِرها وَلا مرَّهْ
و قد حرَّمْتُ أنْ تجري بِشِرياني
و لكنِّي
أَنَا ابْنُ العيشَةِ المُرَّهْ
أَنا ابنُ العالَمِ المسكونِ بالخِذلانْ
أنَاْ ابنُ ضَحِيَّةٍ حُرَّهْ
سَبَتها طُغْمَةُ القُرصانْ
أنا حَجَرٌ ، و إسمِنْتٌ ، وَ آجُرَّهْ
تعيدُ بناءَنا الخاوي مِنَ السُّكانِ
في نابُلْسَ … في رَفَحٍ … وَ في بيسانْ
أنا جَمْرَهْ
ستحرقُ عابِدَ الأَوثانْ
أَنا فِكْرَهْ
تعيدُ العَدلَ للميزانْ
وإن لم تقتنع ، فارجع لحاسوبِكْ
و راجعْ موقَع القرآنِ
تَعْرِفْني .

ليست هناك تعليقات: