لست ُ نبيّا

لست ُ يسوعا ً ، أو زكريّا
لست ُنبيّا
كي يُكرمَني الله ُ بمعجزة ٍ
تُرجع ُ لي مَن أشعل َ في نفسي نار َ الحرمان ْ
أو تُحيي قلبا ً يتحجّر ُ فيه الشريان ْ
...........
لست ُ نبيّا
كي أمشي فوق َ الماء ِ
وأجري خلفَك ِ بين نخيل ِ البستان ْ
ما عدت ُ أجيد ُ العزف َ على ناي ِ الهذيان ْ
فلقد مُسِحت ْ من ذاكرتي كل ّ ُ الألحان ْ
ما عاد بمقدوري
أن أقرأ َ ما هو مكتوب ٌ في أوراق ِ النوتات ْ
..............
لست ُ نبيّا
كي أحلب َ كل ّ َ عصافير ِ الدنيا
لأخرِج َ منها الألبان ْ
وأسقي مَن يؤثر ُ أن يبقى أبدا ً عطشاناً

يتلوّى في مخمصة ِ الحرمانْ

........

لست ُ نبيّا

كي أخرِج َ أحجارا ً سدّت كل َّ القنوات ْ
أو أجمع َ أشواكا ً ملأت ْ كل َّ الطرقات ْ
فلعلي أحظى بزيارة ِ قبر ِ شهيد ة ِ محرابي وقدِ اختارتْ
أن تقبع َ بين عظام ِ الأموات ْ
.............
كم كان بودي أن أجعل َ حبّي أخَويّا
لكن ْ....
ما كان بمقدوري أن أفعلَها
لأنّي يا قدّيسة َ محرابي
لست ُ نبيّا
..................
مَن أوصد َ نافذة َ الأمل ِ الساطع ِ؟
مَن أسماها نافذة َ الأحزانْ ؟
مَن هجر َ النوم َ على صدري ؟
واختار َ الصّلب َ على جذع ِ النّسيان ْ ؟
...................
حتى لو كنت ُ " أبا جهل ٍ "
ما يمنعُني أن أطرق َ باب َ الرحمان ْ
وأدخل َ دائرة َ الإيمان ْ ؟؟؟
................
يا سيدتي
يؤلمُني أن تسرقَنا السّكين ُ
ونحن نصارع ُ أمواج َ محيط ِ الهجرانْ
مع أنّ الحكمة َ قالت :
" لا يوجد ُ أكثرُ من عُمُر ٍ
يحياهُ الإنسانْ"