الخميس، 5 مارس 2009

قال الحكيم




قال الحكيمُ لإبنِهِ :

إزهَدْ ولا تأبهْ لها

هيَ لن تسلمَ أمرَها وقِيادَها

إن غازلتكَ اضحكْ لها دونَ رَجاء ْ

إن خاصمتكَ اضربْ قفاها بالحذاء ْ

والعبْ عليها لعبةَ الشِّطْْرَنجِ واقتلْ

ذلك الملك المبجل عند أول ِ جولةٍ

أفلا ترى فن التنقل ِ عندها

ما بين أحضان المريدين الكثارْ ؟

هلا سالت المُكْتَوينَ بغدرِِها ؟

هي غولةٌٌ في ثوب ِ غانيةٍ لعوبْ

وقبيحةٌ بقناعِ كاعبْ

أَ و ما تعبتَ وأنت تجري خلفها بين الدروبْ ؟

قد أنهكتكَ وأنت تلهثُ خلفها بين الملاعب ْ

أَينالُ كلبٌ عظمةً مربوطةً بالحبل ِ

تجري خلف دولاب القطارْ ؟

ازهدْ ولا تأبه لها

هي لن تسلم أمرها وقيادها

هي كالسرابْ

هي "كالمسيخ ِ" تُريكَ السنةَ اللهيب ِ

مياهَ نهر ٍ سلسبيلْ

والعقلُ منظارُ النفوس ْ

والعينُ مرآةُ القلوب ْ

وتميلُ من حيثُ تميلْ

وتميلُ من دون ِ دليلْ

اسمعْ بُنيْ

تلك العشيقةُ ثورةُ الإعصار ِ في ليلٍ حزين ْ

هدمتْ خيامَ الحالمينْ

قلبت عن النار ِ القدورْ

والليلُ قد بلعَ الرياحَ

وثورةُ الاعصار ِ ما زالت تدورْ

اسمع بنيْ

ما أ نت الا سنُّ دولابٍ يذوب ْ

من ثَمََّ يرقدُ مهملاً

ما بين اكوام ِ الحديدْ

فازهد ولا تأبه لها

واصرخ بها :

إني أَرى خلفَ الكثيب ِ سرابا

إني أرى فوق التراب ِ ترابا

ليست هناك تعليقات: