الجمعة، 12 يونيو 2009
بكائية على قبر السياب
ما أكثرَ الغرباءَ يا سيابُ في ارض الخليجْ !
ذهب الصدى ...
ما عاد يُسمعُ في المدى
أيُّ نشيجْ ...
"إقبالُ" مزقَ نفسَها
صاروخُ أبناءِ الرُّعاه
"آلاءُ" رحَّلها الغزاه
"غيلانُ" معتقلٌ يعاني في الفلاه
و الليلُ في "جيكورَ" خيَّمَ ، لم يَعُدْ فيها نهار ْ
و" بويبُ" لوَّثَ ماءَهُ جندُ التتارْ
ما عاد في أرض "الخصيبِ"
سوى القذائفِ و المقابرِ و السجونْ
و على المقاهي
في الزوايا
مجرمون
يتصيدون الأبرياءَ ويحفرونْ
تلك القبورِ الطافياتِ
على بحيراتِ الكهانةِ والجُنونْ
وعلى الكراسي ِّ الوثيرة ِ فاسدونْ
يتطفّلونْ
مِن قوتِ أطفالِ العراقِ يشيّدونْ
مجداً ستذروهُ الرياحُ ...
ويأكلونْ
ناراً ستغلي في البطونْ
***********
(رحل النهار ْ.........
خصلاتُ شعرِ حبيبتِكْ
ما صُنتَها يا سندباد ُمن الدمارْ
و الريحُ تصرخُ بي...)1 :
- فلسطينُ السليبةُ و العراق ْ
رتعت على أرضيْهِما
زُمَرُ العقاربِ و الأفاعي و النفاقْ
- "تمّوزُ" قد فقد الفتيلْ
لا يستطيع النوم في ظلّ النخيل ْ
تموزُ يبحث عن مُعيلْ
و لقد سمعت بأنهم
قد قَطَّعوا أوصالَ" تموزَ" القتيلْ
- وتلوثُ الاشعاعِ قد طال الجماجمَ في القبورْ ؟
و تراب قبركَ فيه ما يكفي لصنع قذيفة ٍ ؟
...................
ذُرَّ الترابَ ....
بوجه ِ مَنْ يسعى لتفتيتِ الترابِ
و نهبِ ما تحت الترابِ
و كسرِ هاماتِ النخيلْ
*****************
ابكيكَ يا سيّابُ
والأوْلى بأن أبكي الخواءَ
الساكن َ الاعرابَ من شط ّ المحيطِ إلى الخليج ْ
لم يبقَ من أشجارهم إلا بقايا البرتقالْ
و شذا الدماءِ النازفاتِ من الثمارْ
شبعت من الدمِّ الرمال ْ
و البرتقالة أصبحت رمانة ً
وضعت أساساتِ التوازنِ في اللّعبْ
و اللعبة ُ امتدتْ ....
و ما ظهرت ْعلى الأُفقِ النهاية .
..............................................
** إقبال: زوجة الشاعر العراقي الرائد بدر شاكر السياب رحمه الله " ترمز إلى الأم العراقية"
آلاء: ابنة السياب " ترمز إلى الفتاة العراقية "
غيلان: ابن السياب " يرمز إلى أبناء العراق"
جيكور: مسقط رأس السياب تقع في منطقة ابو الخصيب قرب البصرة
بويب: نهر صغير يمر في جيكور 1- اقتباس من قصيدتي: ( رحل النهار و غريب على الخليج ) للسياب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق