الأربعاء، 3 يونيو 2009

نَضَجَتْ قطوفُ الكرْم


نضجت قطوفُ الكرمِ فانتظري العنبْ

أو فاجلسي في ظِلِّ أشجارِ النخيلِ

فقد أتى وقتُ التمتّع ِ والتّلذّذِ بالرّطَبْ

أوَلمْ تقولي لي بأنكِ أنتِ أنثايَ الوحيدةَ

عندما سلّمتُ أسلحتي وعرشي

وانتهى عصرُ التّمرّدِ...

صرتُ كالحملِ الوديعِ ِ

أغوصُ في عينيكِ مثلَ فراشةٍ

حطّتْ على نارِ الذُّبالةِ

فانكوتْ

واستسلمتْ

وتحنّطتْ

بل أصبحتْ

أحفورةً
مطمورةً

مطبوعة ً بشِغافِ روحِكِ

تحتسي الإكسيرَ من أنفاسِكِ الحرّى

وتقطفُ قُبلتينْ

هل تذكُرينْ ؟

في الليلةِ الظّلماءِ

حين طلعتِ لي كالبدر ِ

واستدرجتِني

لأمارسَ البوحَ الشّفيفَ

كأنّني طفلٌ "يُسمّعُ" درسَ محفوظاتهِ

وحشرتِني

في ركنِكِ المملوءِ شهدا ً خالصا ً

وسألتِني:

" أتُحبّني ؟

حبّا ً كحبّ الأولين ؟"

وأجبتُ:

((" بل أنقى وأسمى من هوى

قيسٍ ولُبنى

أو هوى قيسٍ وليلى

ما كان في قاموسهم إلا النّقاءْ

لم يعرفوا خوضَ الوحولِ أو التلوّثَ في الهواءْ

لكنّ حبي ....

يا رفيقةَ دربِيَ المزروع ِ بالأشواكِ والصّبارِ في عصرِ الرّياءْ

أضحى كلوحاتِ المشاهيرِ التي انتصبتْ طويلاً

في المتاحفِ

قاومتْ فتنَ الزّمانِ

وجرّبتْ عبثَ اللصوصِ

تنقّلتْ ما بين أصحابِ القصورِ

وعتّقتْ ألوانَها

ما استسلمتْ

إلا لريشةِ مبدع ٍ

وشم اسمَهُ في ركنِها السّفليِّ

ثمّ تلقفتهُ يدُ المنونِ

فصارَ تاريخا ً

وفي أخبار ِ " كانْ "))

ليست هناك تعليقات: