الجمعة، 22 مايو 2009
بيان حلاجي من فوق الصليب
بمناسبة الذكرى 61 للنكبة
أنا الحَلاّجُ
ذقتُ الصّلبَ في ما تُخرِجُ الأيامُ مِنْ مَخزونِ ذَاِكَرتي
وَلِي في سَاِحلِ الآلامِ دُكانٌ ، وشاحنة ٌ، وَبَيّاره
وَفِي جَيبِي مَفاتيحٌ لمنزِلِنا
وَمسْجِدِنَا
وَدُكَاني وَشاحِنَتي
وَفُرنِ الخُبْزِ والحَارَه
أنا الحَلاّجُ
هُنْتُ على الجَبَابِرَةِ المَسَاكين ِ
دَمِي بَاعُوهُ بَعدَ الصّلْبِ مَسفُوحا ً
على الخُبْزِ الّذي لَمْ تَسْتَطِعْ إنْضَاجَهُ الجَارَه
فَقًدْ سَقَطتْ على التَنُور
وَبَاعُوا يوْمَهَا دِينِي
وَرَاحَت طُغْمَة ُ الجُبَناءِ تَسْعَى اليَومَ في حَرْقِي
رَمَادِي قَدْ يُثَبِّتُهُمْ
سُرَاةً في أمَاكِنِهِمْ
" وَمُقْتَدِرين "
لَقَد ضَلَّ الخلِيفَةُ حِينَ قَالَ بِأنَّني زِنْدِيقُ هَذا العَصْرِ
أهْوَى قَتْلَ أسْيِادِي
وَكُلّ النَاسِ تَعْلَمُ أنّني أسْعَى
لِكَفِّ سِيَاط ِ جَلاّدِي
فَيَا بّحْرَ السّكُونِ إقْذِفْ على شَطّي وَلَوْ مَوْجَه
فَعِنْدَ تَلاطُمِ الأمْوَاجِ تَغْمرُ نَفْسِيَ البَهْجَه
أمَا آنَ الأوَانُ لِقَذْفِ مَا خَبّأتَ تَحْتَ المَاءِ مِنْ لُؤْلُؤ ؟
وَأيْنَ حِطَامُ مَرْكبِنا ؟
وَأيْنَ سَفِينَة ُ الأجْدَاد ْ ؟
أجَابَ البَحْرُ : وَاأسَفَي
فَقَد بَلِيَتْ وَلَمْ يَبْقَ سِوَى الجُؤْجُؤْ
ألا يَا بَحْر ُ ... أسْقِطْ كُلَّ حِيتانِكْ
لِتَبقَى عُصْبَة ُ "الدُولَفين ِ"... تَرْبِطُ مَاءَكَ الغَالِي بِشُطْآنِكْ
بِأيَّةِ تُهْمةٍ يا بَحْرُ يُصْلَبُ عَاشِقٌ أعْزَلْ ؟
أحَب َّ اللهَ .. وَالأطفَالَ.. والآمَالَ.. والغُرْبَالَ.. والمِحْرَاث َ.. والمِنْجَلْ ؟
أحَب َّ الزَيتَ والزَعتَرْ
أحَبَّ القَمْحَ والبَيْدَرْ
أحَبَّ العُشْبَ، واليَنبُوع َ، والنَّخْلاَتِ
وَالكَرْمَة
أحَبَّ البُرتُقَالَ .. يَشِعُّ كَالنَّجَمَاتِ
في الظّلْمَة
أحَبَّ فَتىً .. يَخُطّ بِدَمِّهِ فِكّرَه
على الجُدْرَانْ
أحَبَّ اليَاسَمِينَ .. يَبُثّ فِي أجْوَائِنا عِطْرَه
مِنَ البُسْتَانْ
وَهَذا المَسْخُ .. أوْقَعَ نَفْسَهُ في ظُلْمَةِ الحُفْرَه
وإنْ دَانَتْ لَهُ الدّنْيا
سَأحفرُ في رِمَالِ شَوَاطِئي قَبْرَه
أنا الحَلاّجُ
إنَّ كَرَامَتِي شَطبَتْ
تَخَاذلَ طُغْمَةِ السُلْطَانْ
وَقَدْ قَامَت
بِفْرِضِ الحقِّ في المَيزَانْ
فَيَا وَيْلَ المَسُوخ ِ إذا عَلاَ مَوْجِي
وَثارَ لَهيبُ بُركَانِي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق