الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009
لاجِئَةٌ عراقيّة
أنا يا قومُ
لاجئةٌ
وأرملةٌ عراقيهْ
ضحيّةُ أوّلِ التَّسفيرِ
والتحريرِ
والتّغييرِ
والتفجيرِ
والآتينَ من
أصقاعِ
هذا العالم ِ
المجنونِ
والمُكتظِّ بالكهنوتِ والفتوى
*********
أنا يا قومُ
لاجئةٌ عراقيهْ
أصلّي الفجرَ
أقرأُ وِرديَ اليوميَّ
من آياتِ قرآني
وأذهبُ بعدها للسوقِ
أحملُ سلعتي دوماً على كَتِفي
أبيعُ الخُبزَ والدخّانَ
في "عمّانَ "
أجمعُ قوتَ أيتامي
***********
أنا امرأةٌ عراقيّهْ
وأمي إسمُها " تقوى "
وكانَ أبي يُدَلّلُها
يوشوِشُها
طوالَ الليلِ
يُغرقُها
ببحرِ العشقِ والنّجوى
فقالت :
سمِّها نجوى
أنا نجوى التي لا تعرفُ الشكوى
إذا ما جُعْتُ
آكل من ترابِ الأرضِ
أطعِم منهُ أولادي
ولا أسطو على شرفي
***********
أنَاْ امرأةٌ عراقيهْ
أبي المرحومُ راح ضحيةً في الفاوِ
زوجي
راحَ أشلاءً
بتفجيراتِ بغدادَ الخُرافيّهْ
أخي المخطوفُ عند الفجرِ
ألفيناهُ مقبوراً
بمقبرةٍ جماعيهْ
************
أنا من دولةِ الأيتامِ
فالأيتامُ في بلدي
مجاميعٌ وأرقامٌ قياسيهْ
إذا ما غُصْتَ في التاريخِ
في الأيام ِ .. والأعوام ِ
في الأرقامِ .. والآلام ِ
لن تجدَ العراقيينَ إلّا أضحياتٍ
قُدِّمتْ ظُلماً
قرابينَ الرّزايا الكربلائيهْ
فهل كتَبَتْ علينا
لعبةُالجيرانِ
والإخوانِ
والخِلّانِ
والإفرنجِ
والرومانِ
أن تبقى
دِمانا كربلائيهْ ؟؟؟
لقد قتلوا "الحسينَ" ورهطَهُ الأبرارَ
آلافاً من المراتِ
ما شبِعوا ..
لِحاهُمْ خُضِّبَتْ
بالدّمِّ
والأدرانِ
والسّرطانِ
والفتوى الضّلاليهْ
خوارجُ عصرِنا مرقوا
من الإسلام ِ مثلَ السّهم ِ
واخترقوا
جدارَ الصَّمْتِ والعُزلَهْ
..............
متى يصحو الذي يرتاحُ في الكرسيِّ ؟
يغمُرُ قلبَهُ في الثّلجِ
يأكلُ مِنْ مُعاناتي
ويشربُ من مُعاناتي
ويلبَسُ من مُعاناتي
وتَحْرُسُهُ مُعاناتي
وحينَ أتتْهُ عند الفجرِ آهاتي
تبَسَّمَ ... قائلاً :
" عَفْواً ....
ألستِ أُخَيَّتي نجوى
التي لا تعرفُ الشّكوى ؟ "
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق